اسم الكتاب / غربة الياسمين
المؤلف / د. خولة حمدي
رنيم .. ياسمين .. وعمر .. ثلاثة أشخاص بثلاثة نماذج مختلفة للهوية العربية في بلاد الغرب، صبّتها المؤلفة في قالب الحياة الفرنسية، لتنساب متراخية في جنبات هذا المجتمع الغريب ..
لا أدري أهي غربة الروح أم الوطن ..!
تلك ياسمين الفتاة الملتزمة تسافر من تونس لفرنسا للتقدم لرسالة الدكتوراة وتنخرط في مجتمع يرفض حجابها بتزمّت واضح، تتلاقى سبلها مع عمر الباحث في مجال الطاقة والكيميائيات .. ورنيم المحامية عربية الهوية فرنسية المظهر تنضم لتقاطع الصُّدف ...
في (المترو) وأثناء تنقّل ياسمين، تتكرر مصادفاتها التي تصبح مقصودة بعد ذاك للقائها بعمر، يتجاذبان أطراف الأحاديث ..
ثم تأخذ الأحداث مجرياتها الجَدّيّة بعد حادث الانفجار في مبنى شركة الكيميائيات التي يعمل بها عمر، وهنا تسلّط الكاتبة على قضية (الإر ..هاب) التي يُتَّهَمُ بها عمر، وعلى إثرها يتم لقاء عمر بمحاميته رنيم، والتي تلتقي بطريق ياسمين .. عن طريق الصدفة، فتجمعهم الأقدار تحت السماء الفرنسية لتبدأ رحلة المغامرة ..
رغم كثرة الشخصيات والأماكن في الرواية إلا أن السلاسة متشبثة بقوة بالأحداث، فنرى التركيز الواضح على قضية هجرة العرب إلى البلاد الغربية للعمل، نلمح معها شخصية والد ياسمين المترنحة الهوية، ونرى أمها فاطمة التي عادت للوطن وحيدة تربي ابنتها، لترجع الأخرى مجددًا لتكمل تعليمها في حضن بلاد أبيها وعائلته.
ونرى الخالة زهور صديقة والدة ياسمين مع عائلتها الملتزمة تحتوي ياسمين في أيام غربتها، وولديها ميساء وهيثم تتوطّد علاقتهما كثيرًا بها.
أما رنيم المحامية التي انغمست في المجتمع الفرنسي حتى كادت تنسى هويتها، تضحي بجزء من جسدها لرجلٍ غريب كانت قد ضحت بقلبها له أيضًا، لتجد نفسها خاوية بلا قلبٍ أو صحة أو روح .. حتى تلتقي ياسمين وعمر فتخرج من شرنقتها للحياة الملونة.
وذاك عمر.. يتصدّى لكل محاولات الخضوع لمجتمع الحريات، ينتهي بجسدٍ مشوهٍ وحكمٍ قد يكبّل حريته طوال حياته... كلّه نتاجُ عنصرية لم يخلُ منها مجتمع الحريّات.
ما هي مصائر هؤلاء الثلاثة، وأين تذهب بهم رياح الغربة الموحشة ..؟ وأي طرقٍ عليهم السير بها ليتحسسوا طوق النجاة ..!
هل هو وهج البداية .. أم حافّة النهاية؟!
هل هي الحقيقة .. أم أضغاث أوهام؟
..................
الرواية بمجملها تشد الحواس تجاه شيء غريب .. وجميل ...وحزين في آن واحد، أحلامٌ وآهاتٌ ودموعٌ وفرح .. مشاعرٌ متّقدة أبت إلّا أن تنفرج منسابة خلال طيّي للصفحات بِنَهَم.
هنا الحب .. والدين .. والهوية .. والأحلام .. والقدر
هنا كانت نهاية البداية ...
..
لم يتم إعطاء أي مراجعة حتى الآن!