اسم الكتاب/ ياسمين العودة. (الجزء الثاني لرواية غربة الياسمين)
المؤلف/ د.خولة حمدي
تستكمل الكاتبة روايتها "غربة الياسمين" التي بقيت بنهاية مفتوحة .. لترسم هنا لوحة روائية بديعة بأحداثٍ مشوقة للغاية.
تتبعثر مصائر الشخصيات .. ياسمين تحضر لرسالة الدكتوراة لتتفرغ للتجهيز لزفافها وهيثم، ورنيم تنخرط في مجتمع القاهرة لتجمعها المصادفات بشهاب ثم تعود معه بخاتم الخطوبة إلى فرنسا
وعمر الباحث عن ذاته التي فقدها، يلتقي بآية وعائلتها وتبدأ من هناك مغامرته الخاصة ......!
تنضم سكينة لفتيات الشقة رقم ٤٠٤ .. وتبدأ مغامرة البحث عن أطفالها بعد حادث مؤلم، أسفر بتطبيق قانون حرمانها من رعاية أطفالها مدى الحياة ...
فهل يشاء القدر أن تلتقي بهم .. هل تشفى روحها المكلومة من فقد الأحباب ...!؟
سعدت بالتغيير الجذري الذي طرأ على شخصية رانيا شقيقة رنيم، من فتاة طائشة إلى أخت وصديقة حنونةٍ ومحبّة.
أعجبتني صداقة عمر وهيثم والتماسك بينهما رغم كل شيء ..
رغم تعدد الشخصيات وتشابك الأحداث لم أجد أي مشقة في قراءتي؛ بل يمكنني القول أنني انسلخت من زماني ومكاني لألتصق بحيواتهم، وأتشبث بكل دواخلي بقضاياهم ومشاعرهم .. بكيت لمشاعر الفقد واليأس والخيبة والخذلان التي تسللت عبر الصفحات لتدفق أدمعي .. ومشاعر الأمومة العظيمة والحب اللامشروط .. الحنين وحب الوطن والتشبث العميق بالقضية الفلسطينية.
استشعرت آلام الحياة وما يقاسيه الناس من مختلف المحن، ووجدت الأثر العظيم للصبر والإيمان في تخطي المصائب بفضل الله...
لمست صدق العاطفة والدروس التي أرادت الكاتبة إيصالها للقارئ من حب الوطن والتشبث به حتى الصميم، وسخط الغربة ووحشتها.. حب العائلة والتضحية من أجلها .. قوة الصبر والإيمان بالقدر والمكتوب ..
النهاية لم تكن متوقعة بالنسبة لي رغم واقعيتها .. كنت أتمنى نهاية أفضل لهيثم وعائلته الصغيرة ... وربما صعب عليّ قليلًا أن أفهم علاقة عمر بالقضية والمجاهدين ...
لكنني أستطيع أن أجزم أني لم أخرج منها بنفس الروح التي دخلتها ..
الرواية جميلة جدًّا وآسرة للعقل والفؤاد، ليس من السهل اختزالها في سطورٍ معدودة ..
تستحق القراءة حقًّا.
لم يتم إعطاء أي مراجعة حتى الآن!